يعتبر عيد النوروز المعروف لدى الشعوب بأنه يوم المقاومة وتصعيد النضال ضد الظلم، وهو بمثابة يوم جديد للشعوب المضطهدة من قبل الأنظمة الحاكمة.
ولم تختلف ذهنية النظام الحاكم في سوريا تجاه المكونات المتعايشة، حيث لم يمر عيد في سوريا إلا وتدخلت الأجهزة الأمنية بقيادة الحزب الحاكم (حزب البعث) لخلق فتنة في ذلك اليوم وباعتقالات عشوائية بحق المدنيين ناهيك عن القتل باستخدام الرصاص الحي.
لنذكر في عيد 2010 أي قبل اندلاع شرارة الأزمة السورية، حولت الأجهزة الأمنية و أعوانها احتفالات نوروز في الرقة إلى مجزرة راح ضحيتها شاب، بحسب شهود عيان كانوا متواجدين أثناء الحادثة، بالإضافة إلى 41 جريح أصيبوا بالرصاص الحي، كما تم اعتقال الجرحى، وكانت الحادثة وخلق الفتنة مدبرة من قبل الحكومة السورية قبل أسبوع أو أكثر من الاحتفالية بالعيد.
وفي ذات السياق، التقت وكالة فرات للأنباء ANF، مع شهود عيان كانوا متواجدين في حادثة اعتداء الأجهزة الأمنية على عيد نوروز 2010، والضغوطات التي واجهتهم في ظل وجود (حكم البعث).
وقال، شاهد عيان من المكون الكردي من سكان مدينة الرقة، حي الأكراد شمالي الرقة، مسلم محمد عمر "كنا نحتفل بعيد نوروز كل عام رغم التهديدات والضغوطات المستمرة ، ويُعتبر عيد نوروز عيد لكافة شعوب العالم، ونفتخر به كونه رمز للمكون الكردي".
وحول تفاصيل حادثة عيد نوروز عام 2010، تحدث مسلم عمر "كل عام بتاريخ 21 آذار، نقوم بإحياء عيد نوروز في مدينة الرقة وسط الضغوطات من قبل أجهزة الأمنية التابعة للحزب البعث".
واستذكر، مسلم عمر، أحداث عيد نوروز، قائلاً "قامت اللجنة التحضرية بتأهيل المسرح، وتعليق اللفتات والصور التي تعبر عن قدسية العيد، وخلال عملية التحضير طوقت الأجهزة الأمنية مكان الحفلة، وقالوا نريد أن نضع صورة، بشار الأسد، فوق منصة المسرح، وفي الوقت ذاته، قلنا سوف نضع صورة القائد عبدلله اوجلان أيضاً، ولكن جاء الرد بالرفض، وبدأت القوات الأمنية برمي الأعلام أرضاً، وتكسير الصور لإفساد الحفل، مما أشعل غضب الموجودين، وافتعلت فتنة كان مصيرها استخدام السلاح مقابل المدنيين العزل".
واشار، مسلم عمر، "يهدف النظام البعثي إلى بث الفتن بين مكونات المنطقة، وطمس المكون الكردي، من خلال منعهم من التحدث بلغتهم الأم، وممارسة طقوسهم واعيادهم الوطنية".
واختتم، مسلم عمر "مشروعنا قائم على أخوة الشعوب، كلنا شعب واحد على هذه الارض منذ القدم، نعيش في حياً واحد عرب وكرد، لا أحد يفرقنا إلا الموت".
وبدورها استذكرت، طايفة محمد، الصعوبات التي واجهتها "كنا نذهب إلى عيد نوروز بخوف، حريتنا كانت مقيدة، وأثناء عيد نوروز عام 2010 كنا متواجدين، حدث اطلاق نار كثيف، وقتل مدنييون، وسارعنا بالهروب خوفاً من الاعتقال".
واختتمت، طايفة محمد "كان النظام البعثي يفسد أعايدنا، وذلك بمنعنا من رفع الاعلام الكردية، ناهيك عن الاعتقالات التعسفية التي تطال شباب الكرد".
وبدورها قالت، زينب علي، "كان النظام البعثي يمارس علينا أشد أنواع الظلم والاضطهاد، حيث نعقد الاحتفالات بالخفية، فيما يتم اعتقال شبابنا تحت حجج واهية، عيد نوروز عيد لكافة الشعوب، وسوف نذهب إلى عيد نوروز هذا العام مرفوعي الرأس، وبالنصر للجميع".
وقال، بوزان حج محمود "منعنا حزب البعث من تنظيم الاحتفالات بعيد نوروز، حيث كان يمارس الانتهاكات بحق الاهالي سواءً مع المكون العربي أو الكردي، وفي عام 2010، هاجمت القوات الأمنية المشاركين في الحفل، وحطموا الصور والمسرح، وحرقوا الأعلام، بغية تخريب عيد نوروز".
واختتم، بوزان حج محمود "طمس النظام البعثي المكون الكردي بشكل كبير، من خلال منع تنظيم الحفلات، ومنعنا من شراء الأشرطة الكردية، ناهيك عن منعنا من التحدث بلغتنا الأم".